“أزمة قناة السويس” تضرب “حركة التجارة العالمية” في الأسواق الأوروبية
خاص – المرصد
• شركات التجزئة: استمرار أزمة حركة مرور قناة السويس يدفع نحو تعطيل عمليات التوريد العالمية وزيادة تكلفة الشحن.
• شركة “إيكيا”، أكبر مجموعة لبيع الأثاث في العالم، تمتلك نحو 110 حاويات على السفينة المعطلة في قناة السويس.
– وشركة “سيباي” الصينية للشحن الدولي تؤكد أن لديها نحو 30 حاوية على متن السفن العالقة في قناة السويس
أعلنت مصادر مطلعة، عن أن استمرار أزمة تعطل حركة التجارة العالمية المارة من خلال قناة السويس نتيجة للسفينة الجانحة ، ينبأ بتفاقم التحديات التي قد تواجه الشركات الدولية، في ظل الوقت المستغرق للجهود المبذولة لإزاحة السفينة العالقة “إيفر جيفن” التي تواصل يومها الخامس في الميناء.
ووفق ما نشرته وكالة “بلومبرج”، من تقريرًا تناول تداعيات أزمة توقف حركة المرور بقناة السويس، على إثر جنوح السفينة العالقة “إيفر جيفن” بالقناة يوم الثلاثاء 23 مارس 2021، فإن ذلك سيكون له تأثير على حركة التجارة العالمية، والتي وجهت بدورها ضربة قوية لتجارة التجزئة في أوروبا وأمريكا، مثل شركات “إيكيا” للأثاث، و”كاتربيلر” للجرافات ومواد البناء، التي عانت من التداعيات الاقتصادية لجائحة “كوفيد-19” أيضًا.
ونقلت الوكالة تصريحات عدد من تجار التجزئة الأوروبيين والأمريكيين، الذين أوضحوا أن لديهم بضائع عالقة في سفينة الحاويات “إيفر جيفن” العالقة بقناة السويس، مضيفين أن استمرار أزمة السفينة، يدفع نحو تعطيل عمليات التوريد العالمية وزيادة تكلفة الشحن.
وقالت شركتا “إيكيا”، أكبر مجموعة لبيع الأثاث في العالم، و”ديكسونز كارفون” للأجهزة الكهربائية ومقرها لندن لـ “رويترز” إنهما ضمن شركات التجزئة التي لها سلع على متن السفينة الجانحة، كما أكدت شركة “بلوكر” لبيع الأجهزة المنزلية ومقرها أمستردام، أنها تواجه تأخيرًا في وصول السلع الخاصة بها.
وتجدر الإشارة إلى أن شركة “إيكيا” للأثاث، تمتلك نحو 110 حاويات على السفينة المعطلة في قناة السويس، كما تنتظر الشركة عددًا من صناديق المنتجات الموجودة على السفن الأخرى التي تنتظر دخول القناة.
• شركة “كاتربيلر” للرافعات ومواد البناء تعلن أنها قد تلجأ إلى النقل الجوي إذا لزم الأمر لنقل بضائعها العالقة بقناة السويس
وأوضحت “إيكيا” أنها تدرس جميع الخيارات لضمان وصول البضائع، فيما قالت شركة “كاتربيلر” إنها قد تلجأ إلى النقل الجوي إذا لزم الأمر لنقل بضائعها العالقة بقناة السويس، وأضافت شركة “سيباي” الصينية للشحن الدولي، أن لديها نحو 30 حاوية على متن السفن العالقة في قناة السويس.
وقال “مارك ما” رئيس شركة “سيباي” الصينية إن تلك الأزمة المرورية بقناة السويس إذا لم يتم حلها في غضون أسبوع، فستتفاقم الخسائر، مما سيؤدي بدوره إلى ارتفاع أسعار الشحن، بالإضافة إلى تأخر وصول المنتجات، التي من الصعب إعادتها إلى الصين.
وأشارت الوكالة إلى تصريحات مصادر مطلعة، الذين أوضحوا أنه من المرجح أن تتفاقم التحديات التي قد تواجه الشركات الدولية، في ظل الوقت المستغرق للجهود المبذولة لإزاحة السفينة العالقة “إيفر جيفن” التي تواصل يومها الخامس في الميناء، مما يزيد من احتمال حدوث مزيد من التأخير لوصول البضائع العالقة، من النفط إلى الحبوب والسيارات وغيرها.
وسلطت الوكالة الضوء على توجه بعض الشركات إلى توجيه مسارات السفن الخاصة بهم إلى طرق أخرى، كطريق رأس الرجاء الصالح،بينما قال “مارك ما” إن اتخاذ مسارات أخرى قد لا يكون حلًا قابلًا للتطبيق، نتيجة للمخاطر بتلك الطرق، بالإضافة إلى طول الوقت الذي قد يستغرق أكثر من أسبوع.
وقال “هانس مارد”، المتحدث باسم العلامة التجارية لـ “إيكيا” إن الجهود المبذولة لإعادة تعويم السفينة والوقت الذي يستغرقه إنهاء العملية، هما المؤشر لحجم وتداعيات الأزمة، التي أدت إلى فرض قيود على سلسلة التوريد الخاصة بنا. ”
رئيس اللجنة الفرعية في الجمعية الوطنية للجمارك.. وشركات وكلاء الشحن الأمريكية: “هذا حدث مدمر في سوق مشحونة بالفعل بالأزمات
وصرح “ريتشارد روش”، رئيس اللجنة الفرعية في الجمعية الوطنية للجمارك وشركات وكلاء الشحن الأمريكية “هذا حدث مدمر في سوق مشحونة بالفعل بالأزمات، حيث أدى تأخير وصول البضائع في ظل ارتفاع الطلب إلى خسائر كبيرة.
وذكرت صحيفة “لويدز ليست”، المتخصصة في شؤون الشحن البحري، أن قناة السويس تشهد عبور ما قيمته نحو 9.6 مليارات دولار من البضائع المعبأة في حاويات يوميًا، وقال خبراء إن آلاف الحاويات الفارغة عادت إلى المصانع الآسيوية عبر القناة.
وعلى الصعيد الأوروبي والأمريكي، أدت أزمة حركة مرور قناة السويس إلى تكدس السفن في موانئ رئيسة بأوروبا، مثل ميناء “أنتويرب” في بلجيكا و “فيليكستو” في بريطانيا، كما تأثرت الولايات المتحدة الأمريكية بإغلاق قناة السويس، نظرًا لأن 45% من حجم البضائع في ميناء “نيويورك” و”نيوجيرسي” يمر عبر القناة.
وأشارت “بلومبرج” إلى مطالبات شركات أمريكية مثل “نايك” و”بيلوتون” بتعويضات تصل إلى ملايين الدولارات، نتيجة للتكلفة المتعلقة بتأخير الشحن وتعطيل وصول منتجاتها.
- وقال “أوليفر تشابمان”، الشريك البريطاني للمشتريات في سلسلة التوريد “أو. سي. آي”، إن 134 حاوية من معدات أدوات الحماية الشخصية، والتي تشمل قفازات وكمامات من المقرر إرسالها إلى منظمات مثل “خدمة الصحة الوطنية” في إنجلترا، و”نورثويل هيلث” في نيويورك، موجودة على متن تسع سفن عالقة خلف “إيفر جيفن”.
ولفت “تشابمان” إلى أن خدمة السكك الحديدية البديلة من آسيا إلى أوروبا مزدحمة بالفعل، كما أن خدمة الشحن الجوي باهظة التكلفة، مشيرًا إلى أن مجموعته لجأت إلى إعادة توجيه بعض الشحنات الأمريكية ميناء “لوس أنجلوس”.