شركات السكر الأوروبية تواجه أزمة غير مسبوقة بسبب انخفاض الأسعار وارتفاع التكاليف

كتبت: آية عبدالخالق
تشهد صناعة السكر في أوروبا حالة من الركود الحاد، نتيجة تراجع الأسعار وارتفاع التكاليف والضغوط التنظيمية، ما يهدد استمرارية الإنتاج ويجبر بعض المصانع على الإغلاق.
وبحسب بيانات المفوضية الأوروبية، انخفضت أسعار السكر في أوروبا إلى أدنى مستوياتها منذ ثلاث سنوات، مسجلة 536 يورو للطن في يونيو/حزيران 2025، بتراجع يزيد عن الثلث مقارنة بالعام الماضي. ويُعزى هذا الهبوط إلى فائض المعروض الناتج عن زيادة صادرات أوكرانيا وارتفاع إنتاج البنجر السكري، إضافة إلى انخفاض معدلات الاستهلاك.
وقال بيير هنري ديتز، المدير العام لشركة كريستالكو، الذراع التجاري لمجموعة “كريستال يونيون”: “السوق الحالية غير مستدامة، وإذا لم تتحسن الأسعار سنشهد إغلاق المزيد من مصانع السكر في أوروبا.”
من جانبه، أكد ديفيد سورياو، المدير التجاري لشركة تيريوس، أكبر مجموعة لإنتاج السكر في فرنسا، أن انخفاض الأسعار وارتفاع التكاليف الناتجة عن التغيرات المناخية والأمراض والضغوط التنظيمية “يهدد مستقبل إنتاج السكر الأوروبي على المدى الطويل.”
وعلى صعيد الأداء المالي، أعلنت شركة تيريوس في أغسطس/آب الماضي تراجع إيراداتها بنسبة 25% على أساس سنوي لتسجل 1.2 مليار يورو خلال الربع المنتهي في يونيو، فيما هبطت الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بنسبة 79% إلى 56 مليون يورو. كما تكبدت الشركة خسائر تشغيلية متكررة بلغت 22 مليون يورو، في حين ارتفع صافي الدين إلى 2.265 مليار يورو، لكنها أبقت على توجيهاتها للعام بأكمله.
وفي ظل هذه التحديات، يواصل المضاربون في الأسواق العالمية الرهان على مزيد من تراجع الأسعار، حيث جمعت صناديق التحوط أكبر صافي مراكز قصيرة في عقود السكر الآجلة في نيويورك منذ عام 2019، وهو ما يعكس توقعات بانخفاض إضافي في الأسعار خلال الفترة المقبلة.