ضعف الدولار.. يُشعِل موجة صعود تاريخية في أسواق المال الناشئة

» تقرير خدماتي نيو
في تحول عالمي لافت، يشهد العام 2025 أكبر موجة انتعاش لأسواق المال الناشئة منذ أكثر من 15 عامًا، مدعومة بتراجع قيمة الدولار الأمريكي وتزايد شهية المستثمرين نحو الأصول عالية العائد في الدول النامية.
ارتفع مؤشر MSCI للأسواق الناشئة بنسبة 28% منذ بداية العام، محققًا أفضل أداء له منذ عام 2009، بينما قفز مؤشر JPMorgan Chase للسندات الحكومية المحلية بنسبة 16%، في إشارة إلى عودة الثقة للأسواق بعد “عقد ضائع” من الأداء الضعيف أمام الأسهم الأمريكية.
ويُعد هذا الأداء انعكاسًا لتغيرات جوهرية في السياسة النقدية الأمريكية، إذ أدى تحول الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة إلى دعم العملات المحلية في الأسواق النامية وتقليل تكلفة الديون المقومة بالدولار.
وقال إيان سيمونز، كبير مديري المحافظ في “فييرا كابيتال”: “بعد 15 عامًا من الأداء الضعيف، بدأت الأسواق الناشئة تستعيد بريقها، والمتغير الأهم هو ضعف الدولار”.
كما أشار داميان بوتشيت، مدير الاستثمار في “برينسيبال فينيستيري”، إلى أن نحو نصف مكاسب السندات هذا العام جاءت نتيجة تحركات أسعار الصرف، مضيفًا أن “البنوك المركزية في الأسواق الناشئة تتجه للتيسير النقدي والدولار يواصل التراجع”.
ورغم خفض أسعار الفائدة في عدد من الاقتصادات، حافظت الأسواق الكبرى مثل البرازيل وجنوب أفريقيا على معدلات فائدة مرتفعة نسبيًا، ما جذب تدفقات رأسمالية جديدة. كما ارتفع إصدار السندات الحكومية بالعملة المحلية في 17 سوقًا ناشئة – باستثناء الصين – إلى مستوى قياسي بلغ 286 مليار دولار هذا العام.
وفي آسيا، قادت شركات التكنولوجيا والرقائق موجة صعود حادة، إذ بلغت أسهم شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات (TSMC) نحو 11% من إجمالي مؤشر MSCI للأسواق الناشئة، مع ارتفاع مؤشرات كوسبي الكوري وتايكس التايواني لمستويات قياسية مدفوعة بحمى الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.
تؤكد هذه المؤشرات أن الأسواق الناشئة تعود بقوة إلى دائرة الضوء العالمية، في وقت يبحث فيه المستثمرون عن بدائل جديدة بعد سنوات من هيمنة وول ستريت على المشهد المالي الدولي.





