
خاص خدماتي نيو
شهدت أسواق الذهب تراجعًا حادًا بنسبة 5.2% يوم الثلاثاء، وهو ما وصفه المحلل الاقتصادي محمد عبد الوهاب بأنه “تصحيح طبيعي” بعد موجة ارتفاعات تاريخية دفعته إلى مستويات غير مسبوقة تتجاوز 4380 دولارًا للأوقية. وأوضح عبد الوهاب أن هذا الهبوط يُعزى إلى عمليات جني الأرباح المكثفة من قبل المستثمرين، بالإضافة إلى تحوّل شهية المخاطرة في الأسواق العالمية نحو أصول أكثر نمواً مثل الأسهم والعملات الرقمية.
الدولار يضغط على الذهب
وأضاف عبد الوهاب أن قوة الدولار الأمريكي، الذي شهد ارتفاعًا بنسبة 0.30% ليصل إلى 98.89 نقطة، كانت من العوامل الرئيسية التي ساهمت في الضغط على أسعار الذهب. يُذكر أن العلاقة التقليدية بين الذهب والدولار تكون عكسية، ما يعني أن ارتفاع الدولار يقلل من جاذبية المعدن النفيس.
كما أكد أن التوقعات المستقبلية لأسواق الذهب مرتبطة بشدة بالقرارات الاقتصادية الأمريكية. في حال أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى تباطؤ في رفع أسعار الفائدة أو حتى خفضها، فإن ذلك قد يدعم عودة الذهب إلى مسار صعودي.
مستقبل الذهب في ظل التقلبات الجيوسياسية
في سياق التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، أشار عبد الوهاب إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب حول التوصل لاتفاق تجاري مع الصين أسهمت في تهدئة الأسواق، مما قلل من الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب.
هل يعود الذهب للارتفاع؟
توقع عبد الوهاب أن الذهب سيستعيد بعض قيمته قريبًا، حيث من المتوقع أن يتماسك فوق مستوى 4100 دولار للأوقية، مع إمكانية العودة إلى مستويات 4300 إلى 4400 دولار في حال استمرار الاضطرابات الجيوسياسية أو انخفاض الدولار. كما أشار إلى أن الذهب المحلي سيعكس هذه التحركات، حيث توقع استقرار جرام الذهب عيار 21 حول 5600 جنيه، مع احتمال ارتفاعه إذا ارتفعت الأوقية عالميًا.
الذهب في السوق المحلي المصري
في السوق المحلي، شهدت أسعار الذهب تراجعًا متزامنًا مع الأسعار العالمية، حيث انخفض جرام الذهب عيار 24 من 6669 جنيهًا إلى 6428 جنيهًا، في حين تراجع جرام الذهب عيار 21 إلى 5610 جنيهات. وتوقع عبد الوهاب أن تشهد الأسعار المحلية مزيدًا من التذبذبات بناءً على تحركات أسعار الذهب عالميًا وسعر الدولار في البنوك المصرية.
التوقعات المستقبلية للذهب
اختتم عبد الوهاب حديثه بتأكيد أن أسعار الذهب ستظل رهينة لقوة الدولار والسياسات النقدية الأمريكية، مشيرًا إلى أن كل ارتفاع في الدولار يقابله عادة تراجع في الطلب على الذهب. وبالتالي، فإن مستقبل المعدن النفيس مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتوجهات المستقبلية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.





