خبير اقتصادي: ضخ الفيدرالي 40 مليار دولار شهريًا «إنذار مبكر» لتغيّرات كبرى في الأسواق العالمية
11/12/2025
خلافات ترامب مع قرارات رئيس الفيدرالي الأمريكي
» كتب: محمود
قال الدكتور محمد عبد الوهاب، المحلل الاقتصادي والمستشار المالي، إن قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي البدء في شراء سندات خزانة قصيرة الأجل بقيمة 40 مليار دولار شهريًا يمثل «خطوة غير اعتيادية تحمل رسائل أبعد من كونها إجراءً فنيًا»، مشيرًا إلى أن هذا التحرك يعكس رغبة الفيدرالي في تعزيز مستويات السيولة داخل النظام المالي بعد فترة طويلة من التشديد الكمي.
الدكتور محمد عبد الوهاب، المحلل الاقتصادي والمستشار المالي
وأوضح عبد الوهاب ، أن العملية، التي يبدأ تنفيذها في 12 ديسمبر الجاري، تأتي بعد تراجع ميزانية الفيدرالي من 9 تريليونات دولار إلى 6.6 تريليون دولار خلال السنوات الأخيرة، وهو ما تسبب في ضغوط واضحة لدى البنوك في أسواق التمويل قصيرة الأجل. وأضاف:
«الفيدرالي لا يعلن صراحة تغيير مساره النقدي، لكنه يرسل إشارة قوية بأنه يتحرك لمنع أي اضطرابات محتملة في أسواق الفائدة والريبو».
ويرى الخبير الاقتصادي أن ضخ 40 مليار دولار شهريًا قد يشكل في نظر الأسواق تخفيفًا غير معلن للسيولة، بما قد ينعكس على عدة مسارات أبرزها:
زيادة وتيرة تيسير الإقراض على المدى القصير.
دعم نسبي لحركة أسواق المال.
تقليل احتمالات حدوث ارتفاعات مفاجئة في أسعار الفائدة قصيرة الأجل.
وأضاف عبد الوهاب ، أن القرار يحمل مزيجًا بين التفاؤل والحذر، موضحًا:
«يسعى الفيدرالي لتهدئة الأسواق قبل فترة نهاية العام المعروفة بتقلباتها، لكنه في الوقت نفسه حذر من إرسال رسالة خاطئة بأنه بدأ دورة تحفيز جديدة قد تثير مخاوف مرتبطة بالتضخم».
وأشار ، إلى أن الحديث عن كون هذه الخطوة مقدمة لمرحلة انتعاش اقتصادي عالمي «لا يزال مبكرًا»، مشددًا على أن التحرك يأتي كإجراء استباقي لضمان الاستقرار، وليس كخطوة توسعية كاملة. وأكد أن التأثير الفعلي لهذه العملية سيعتمد على أداء الاقتصاد العالمي ومعدلات الطلب خلال الفترة المقبلة.
وفي ختام تصريحاته، قال عبد الوهاب ، إن هذه الخطوة «قد تمثل بداية لتحولات إيجابية في الأسواق العالمية إذا صاحَبها تحسن في مؤشرات النمو»، لكنها «لا تكفي وحدها للإعلان عن دخول دورة اقتصادية صاعدة».