دل تكنولوجيز: دراسة “مفارقة البيانات” تظهر اعتماد أعمال 70% من المؤسسات على جمع البيانات
كتب – حماده عواد
كشفت شركة دل تكنولوجيز، أن 70% من الشركات تجمع البيانات بشكل أسرع مما يمكن استخدامه، وذلك وفق دراسة حديثة أجرتها شركة فورستير كونسالتينج “Forrester Consulting” بالنيابة عن شركة دل تكنولوجيز، والتى أكدت أنه على قادة الأعمال أن يعلموا أنه لا فائدة من جمع البيانات إن لم يكن نشاطهم التجارى مجهزاً لتحقيق أقصى استفادة من هذه البيانات.
وتضمنت الدراسة التى تم إجراءها تحت مسمى “مفارقة البيانات” Data Paradox، التحدث إلى أكثر من 4000 من كبار صانعي القرار فى أكثر من 40 دولة حول العالم، وقد أشارت الدراسة إلى أنه بينما تعتقد الشركات أن البيانات ضرورية لتغذية نموها، فإنها تكافح لمواكبة تحديات الأعمال “البيانات أولاً، البيانات في أي مكان”. فيمكن للشركات أن تتخطى عبء البيانات من خلال تقييم رحلة التحول الرقمي الخاصة بها في ثلاثة مجالات: البنية التحتية والعملية والأفراد والثقافة.
وقال عادل الأنصاري، المدير الأول لشركة دل تكنولوجيز في مصر وليبيا وبلاد الشام : “تعمل الشركات اليوم في بيئة ديناميكية حسب الطلب أكثر من أي وقت مضى، لكن الكثير منها يعتمد على البنية التحتية القديمة الغير مرنة أو غير قابلة للتكيف بما يكفي للتعامل معها. وبدلاً من التفكير في ما يتعلق باحتياجات الأجهزة، يجب على مدراء تقنية المعلومات تحديد نتائج الأعمال وفقًا لمتطلبات البنية التحتية الرقمية وإجراء محادثات حول دعم النمو بدلاً من تكاليف المشروع. يجب أن يضعوا خطة تخلق إجماعًا على مستوى الأعمال التجارية من أجل تحول رقمي يمكن إدارته. سيساعدهم اتباع هذا النهج القائم على النتائج أيضًا في تفكيك نهج الانعزالية للبيانات.
ويضيف : “ويمكن أن تكون حلول الخدمات أساسية هنا من خلال توفير قدرة وأداء قابلين للتطور. إن الشركات في انتظار الفرصة المؤاتية– حيث ذكر حوالي 63٪ من المشاركين في دراسة مفارقة البيانات Data Paradox أنهم يعتقدون أن نهج الخدمة من شأنه أن يمكّن الشركات لتكون أكثر مرونة – مما يشير إلى أن الكثيرين يرون كيف يمكن أن يساعدهم هذا على التمحور سريعًا لاغتنام الفرص الجديدة والاستجابة بشكل أفضل للتغيرات في الطلب. لا تقلل هذه المرونة العبء المالي لتكاليف البنية التحتية فحسب، بل تسمح أيضًا للشركات بإضافة الكفاءات والتخصصات أثناء نموها وتطور احتياجاتها. كما وتقلل من المخاطر دون التضحية بالقدرات – والأهم من ذلك أنها تغلق المفارقة في البيانات.
وكجزء من منظور قائم على النتائج بشأن البنية التحتية يمكن للشركات أيضًا النظر في كيفية جمع وتخزين بياناتهم لإطلاق العنان لقيمتها الكاملة. وجدت دراسة مفارقة البيانات أنه بالنسبة لـ 47٪ من صانعي القرار، فإن جودة رؤاهم القابلة للتنفيذ قد انخفضت أو استقرت مقارنة بما كانت عليه قبل ثلاث سنوات. ومن ناحية أخرى، 21% منهم فقط يتعاملون مع البيانات على أنها رأس مال اليوم ــ على الرغم من ادعاء 66% بأن أعمالهم تعتمد على البيانات. نظرًا لتحولات مركز ثقل البيانات بشكل متزايد، فإن تحديد العمليات الصحيحة سيساعد في الإجابة على “لماذا” جمع البيانات قبل التفكير في “ماذا” و “كيف”.
ويوصى بأن تجمع الشركات مراكز البيانات الخاصة بها لتسهيل استخراج الأفكار والعمل وفقًا لها في الوقت الفعلي. بالنسبة للكثيرين، تمتلك أجزاء مختلفة من الشركات تطبيقات مختلفة وهذا النهج غير المتصل يجعل الحصول على البيانات ومشاركتها بطيئًا ومكلفًا، لا سيما بعد اتحاد الفرق أو الشركات . في الواقع ، 73٪ من المشاركين في دراسة مفارقة البيانات الذين يعانون من النهج الانعزالي للبيانات، حددوا عمليات الدمج والاستحواذ على أنها السبب الرئيسي لهذا النهج في مؤسساتهم.
إن البنية التحتية والعمليات المطابقة مع نتائج الأعمال، ستساعد فريق تكنولوجيا المعلومات على تقديم الاستشارات اللازمة لدفع الأعمال من خلال التكنولوجيا. على سبيل المثال، وجد أحد عملاء البنوك الوطنية الأوروبية لشركة دل تكنولوجيز أنهم لا يستطيعون مواكبة عدد طلبات مشاريع الابتكار الواردة من الشركة. ومن خلال بناء حلول آلية شاملة، تم إبعاد قسم تكنولوجيا المعلومات تمامًا من العديد من عمليات البنية التحتية اليومية وتم القضاء على المشكلة. كما أدى هذا النهج إلى تقليل الوقت اللازم لتشغيل بيئة جديدة من أسابيع إلى ساعات، مما يعني أن الفريق يمكنه التركيز على المجالات الاستراتيجية.
كما ووجدت دراسة مفارقة البيانات أن الاستعداد الثقافي والمهاري للشركات في عصر البيانات كان متأخرًا. ولتحقيق درجة الاستعداد للبيانات، يلزم تحقيق توازن دقيق بين التكنولوجيا والثقافة والمهارات. ومع ذلك، قال 88% من المشاركين أن شركاتهم تتجاهل أيًا من هذين العنصرين أو كليهما.
ويعد غرس الثقافة والسلوكيات الصحيحة على مستوى الشركة أمرًا حيويًا للتحول الرقمي. إنها تتطلب المزيج الصحيح من المشاركة القيادية ومجموعات المهارات الجماعية حتى تتمكن الشركات من تغيير طريقة تفكيرها في البيانات بشكل أساسي ورؤيتها كنشاط جماعي. وهذا يعني تحفيز الموظفين والفرق على الابتكار باستخدام البيانات ومراجعة هياكلهم لضمان إعدادها بطريقة أكثر فعالية.
وتؤكد الدراسة أن اكتساب مهارات جديدة ورعايتها يعد أمرًا مهمًا أيضًا لأن جودة البيانات تصبح موضع نقاش بدون فريق من المتحمسين. وقال ما يقرب من نصف المشاركين (48٪) أن إدرال موظفيهم للبيانات قد انخفض أو استقر مقارنة بما كان عليه قبل ثلاث سنوات – وهم يجيدون صعوبة في معالجة النقص في قدراتهم. ولذلك، تحتاج الشركات إلى مضاعفة جهودها لبناء ثقافة جاهزة للبيانات.
وختاماً يقول عادل “أن مفارقات البيانات ليست مجرد شيء يمكن لقسم تكنولوجيا المعلومات التعامل معه، حيث يجب أن تأتي هذه التغييرات من الأعلى ويمتد الكثير منها إلى المؤسسة لأن الشيء الوحيد المؤكد هو أنه سيكون هناك المزيد من البيانات في المستقبل أكثر مما هو موجود الآن. إنها تتزايد طوال الوقت- وإذا لم يتغير الأشخاص، ولم تتغير المهارات ولم تتغير العمليات ولم تتغير البنية التحتية، فسيكون الأمر أشبه بمحاولة وضع سيارات أكثر بعشر مرات على طريق سريع بدون إضافة ممرات إضافية. سيكون لدينا ازدحام في البيانات في كل مكان.”