لماذا تُسعَّر أسهم تسلا كرهان على الذكاء الاصطناعي.. وليس السيارات الكهربائية؟

» كتب: محمود زكريا

تتداول أسهم شركة تسلا حالياً باعتبارها قوة مستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي، مدفوعة بالتقدم الذي حققته مؤخراً في تكنولوجيا المركبات ذاتية القيادة (روبوتاكسي)، رغم أن نشاطها الأساسي في تصنيع وبيع السيارات الكهربائية لا يمثل سوى جزء محدود من قيمتها السوقية الحالية، وفقاً لتحليل نشره موقع «ياهو فاينانس».

وقال جيد دورشهايمر، رئيس مجموعة أبحاث الطاقة في «ويليام بلير»، إن السوق بات ينظر إلى تسلا من منظور تكنولوجيا القيادة الذاتية وقطاع الطاقة أكثر من كونها شركة سيارات، مشيراً إلى وجود فجوة كبيرة في التقييم عند احتساب أعمال الطاقة والبنية التحتية. وأضاف أن قطاع السيارات وحده لا يبرر سوى 30 إلى 40 دولاراً للسهم.

وارتفعت أسهم تسلا بأكثر من 7% خلال الأيام الخمسة الماضية، مسجلة مستويات قياسية جديدة، في وقت تراجعت فيه مؤشرات «داو جونز» و«ستاندرد آند بورز 500» عقب بيانات سوق العمل الأميركية التي أظهرت ارتفاع معدل البطالة إلى 4.6%، وهو أعلى مستوى منذ عام 2021.

ويعزو محللون هذا الصعود إلى تقارير عن اختبارات مركبات روبوتاكسي ذاتية القيادة في أوستن بولاية تكساس، إلى جانب تزايد القناعة بأن تسلا تتحول من شركة سيارات كهربائية تواجه تحديات إلى لاعب رئيسي في مجال القيادة الذاتية.

وبحسب دورشهايمر، فإن السعر الحالي للسهم يعتمد إلى حد كبير على توقعات مستقبلية لم تتحقق بعد، إذ بات المستثمرون يقيمون تسلا على أساس تقدمها في الروبوتات والذكاء الاصطناعي، وليس على حجم إنتاجها من السيارات الكهربائية. وقدّر أن تقنيات القيادة الذاتية تمثل الآن أكثر من 70% من القيمة الإجمالية للشركة، بما يشمل منصة «روبوتاكسي» ومشروع الروبوت البشري «أوبتيموس».

وأشار ، إلى أن قطاع الطاقة في تسلا يشهد نمواً قد يوازي أو يتجاوز قليلاً قطاع السيارات، محذراً من أنه في حال استبعاد التوقعات المرتفعة لبرمجيات القيادة الذاتية وتخزين الطاقة، فإن قيمة نشاط السيارات ستكون أقل بكثير من مستويات التداول الحالية.

وتظل مخاطر التنفيذ قائمة، إذ تعتمد الإيرادات والأرباح على المدى القريب بدرجة كبيرة على سوق السيارات الكهربائية العالمي، الذي يواجه منافسة حادة وتحديات تنظيمية. وفي هذا السياق، اعترضت سلطات كاليفورنيا هذا الأسبوع على تسويق تسلا لميزة القيادة الذاتية، ومنحت الشركة 90 يوماً لتوضيح أو تعديل المصطلحات المستخدمة.

وبالنسبة للمستثمرين الذين يشترون السهم قرب 480 دولاراً، يرى محللون أن هامش الخطأ محدود، محذرين من أن أي تأخير جديد في إطلاق «روبوتاكسي» قد يدفع السوق إلى إعادة تقييم نشاط السيارات في